يمكنك قراءة قصة إيليا النبي ولقائه بالملك وأنبياء البعل من هنا (ملوك أول الأصحاح 18 : 16-46)، وصلِّ إلى الله ليفتح قلوبنا لتعاليمه اليوم.



لمحة تاريخية

حدثت القصة في حوالي 873 - 853 قبل الميلاد عندما انقسم شعب الله إلى مملكتين: مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل.

مملكة إسرائيل كان يحكمها الملك أخآب، لكن الحاكم الحقيقي كانت زوجته الأجنبية الملكة إيزابل - وهي احدة من أكثر النساء شراً في الكتاب المقدس!

أثرت إيزابل على آخاب الملك وقادت العديد من الأنبياء الكذبة لعبادة الأصنام المعروفة في ذلك الوقت: البعل والإلهة عشيرة، حتى أنها دفعت أخآب إلى تدمير مذابح الله وقتل أنبيائه.

لكن الله دائماً هو ضابط الكل. أرسل الله أربعة أنبياء ليخاطبوا أخآب بوضوح، كان أشهرهم عوبديا وإيليا.

عندما يواجه نبي الله ملكاً...

أرسل الله إيليا لتحذير الملك أخآب من حدوث جفاف شديد (في الاصحاح 17).


لكن أخآب كان لا يزال يرفض العودة إلى الله. منذ ذلك اليوم، بدأ الجفاف والمجاعة في جميع أرض إسرائيل واستمرت ثلاث سنوات ونصف. بالنسبة إلى مجتمع زراعي في الشرق الأوسط، كان ذلك وضعاً رهيباً! كان على إيليا أيضاً أن يتألم مع الشعب.

جفاف روحي أكبر بكثير ...

تصف لنا الآيات 17- 19 الوضع الروحي في إسرائيل: لقد تخلى الناس ببساطة عن أوامر الله واتبعوا إلهاً مزيفاً (البعل). ما هو البعل في ذلك الوقت؟ لقد كان هو إله "المطر"، كان شيئاً هاماً بالنسبة إلى شعب يعيش في مجتمع زراعي ليبقوا على قيد الحياة، ولكن المطر هو من خلقة الله وهو الذي يوفره، وليس من صنع الإنسان.

ومع ذلك كانت عبادة البعل منتشرة على نطاق واسع في الشرق الأدنى القديم لدرجة أنها كانت واحدة من أكثر الديانات الشعبية في ذلك الوقت. نشأ الناس وهم يؤمنون أن البعل هو الإله الذي يجب أن يعبدوه، لم يشكك أحد في ذلك.

وبينما كان النبي عوبديا ينوي إخفاء أنبياء الله سراً بعيداً عن أخآب الملك، فهو كان خائفاً بشدة من تحدي أخآب، كان إيليا على استعداد لمواجهة الملك وجميع أنبيائه الكذبة بشكل مباشر.

كيف واجه إيليا النبي أكثر الديانات الباطلة المعروفة في ذلك الوقت؟

لم يبدأ إيليا بمعركة معهم، بل أشار أولاً إلى الجذور الحقيقية للمشكلة:

"حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟" (1 ملوك 18 : 21)

لم يرفض شعب إسرائيل الله تماماً، لكنهم كانوا مرتبكين في رغبتهم بالجمع بين عبادة الله وعبادة الآلهة الزائفة الأخرى. أشار إيليا إلى أن إسرائيل يجب أن يختار الإله الواحد الحقيقي وأن يخدموه بكل إخلاص.

إيليا لم يهاجم الشعب، أو حاول تحويلهم إلى دينه، بل طلب منهم ببساطة أن يتخذوا قراراً، ثم صلى إلى الله لكي يعلن عن نفسه.

لا يتم تحديد الحقيقة من خلال الجانب الذي يتمتع بقدر أكبر من الشعبية أو القوة السياسية. لا يمكن أن يصبح الدين الباطل صحيحاً لمجرد أن الكثير من الناس يؤمنون به.

الله نفسه لديه القدرة على إعلان مجده للأشخاص الذين يصلّون إليه. يمكننا أن نصلي إلى الله ليكشف لنا عن حقيقته.

قال إيليا لجميع الشعب تقدموا الي. فتقدم جميع الشعب إليه. فرمم مذبح الرب المنهدم. ثم أخذ إيليا اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب إليه قائلاً اسرائيل يكون اسمك." (ملوك أول 18: 30-31).

قام إيليا بترميم مذبح الله. لم يكن إيليا يقدم ديانة جديدة للشعب، لكنه كان يعيد الناس إلى الإله الحقيقي الذي كانوا يعرفونه من قبل.

تمثل الأحجار الإثنى عشر قبائل إسرائيل الإثنى عشر. على الرغم من أنه قد تم تقسيمهما إلى مملكتين، إلا أنهما كانا واحداً بالنسبة إلى خطط الرب ووعوده. عهد الله لإبراهيم كان يشمل جميع الناس، حتى عند انقسامهم بسبب النزاعات، فكل الناس بحاجة للعودة إلى الله.


كيف صلى إيليا؟

صلى إيليا إلى الرب وقال: "أيها الرب إله ابراهيم واسحق واسرائيل ليعلم اليوم أنك أنت الله في اسرائيل وإني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الامور. استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعاً." (ملوك أول 18 : 36-37)

كانت عبارة "إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل" تعريفاً هاماً لله بالنسبة له: الذي آمن به إبراهيم وإسحق ويعقوب (غير الله اسمه إلى إسرائيل). كان أيضاً تذكيراً له بوعد الله وعهده مع إبراهيم.

لم يطلب إيليا انتصاراً شخصياً أو دفاعاً عن نفسه، بل طلب إعلان مجد الله لجميع الناس لمعرفة الإله الواحد الحقيقي وتحويل قلوبهم إلى الله.


وبالتأكيد استجاب الله لصلوات إيليا.

ما زال إيليا يريد من الله أن يُظهر إحسانه ويبارك الناس

أمر إيليا بقتل جميع أنبياء البعل الكذبة. لاحظ أن الكتاب المقدس لم يقل ما إذا كان الله قد أمر بذلك أو كان مسروراً به. في أيام إيليا النبي، لم يكن هؤلاء الأنبياء يقتلون فقط أنبياء الله الحقيقيين، بل كانوا يقتلون أيضاً معرفة الله، كما نعلم أيضاً أن خطة الله في سفر ملوك الأول لم تعتمد على قتل الناس.

ثم صلى إيليا بجدية من أجل المطر. كان هذا ما يحتاجه الناس بشدة.

كلا من النار والماء جاءوا من الله. صلى إيليا وحده على رأس جبل الكرمل. على الرغم من أن غلامه لم يبلغ عن أي علامة عن مجيء المطر 6 مرات، لم يستسلم إيليا، بل واصل الصلاة، حتى استجاب الله لصلاته وانتهى الجفاف.






استجابتك: استمع إلى صوت الله وصلِّ....

1. هل نشهد نحن اليوم أي "جفاف" في حياتنا؟ ما هو بديل البعل اليوم (الأصنام الكاذبة الشعبية) داخل قلوبنا؟ هل تسمح لله أن يفضحها؟

2. قارن صلاة الأنبياء الكذبة بصلوات إيليا. ماذا تلاحظ؟

ما هي عناصر صلاة إيليا التي يمكن تطبيقها على مواقف حياتنا اليوم؟

3. هل هناك أي جزء من علاقتنا الشخصية مع الله يحتاج إلى إصلاح؟ ما الخطوات التي ستتخذها لإصلاح هذا الجزء؟

4. مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟