اقرأ الاصحاح كاملاً من سفر عاموس النبي هنا (عاموس الفصل الخامس)


"بغضت كرهت أعيادكم ولست التذ باعتكافاتكم. إني إذا قدمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضي وذبائح السلامة من مسمناتكم لا التفت إليها." (عاموس 5 : 21-22)




الله يكره أعيادنا الدينية؟!

كان عاموس نبي من تيكوا، وهي بلدة تقع جنوب أورشليم، وقد كتب عاموس عن وحي الله له في حوالي 760-750 قبل الميلاد.

كان النبي عاموس يتحدث في وقت كان فيه شعب الله منقسماً إلى مملكتين، مملكة الشمال ومملكة الجنوب، وكانت كلتا المملكتان تتمتعان برخاء كبير ووصلا إلى مستويات سياسية وعسكرية جديدة.

ومع ذلك انتشرت أيضاً الوثنية في ذلك الوقت والترف الزائد والانحراف والفساد والظلم الاجتماعي أيضاً. كان الأغنياء يضطهدون الفقراء، والأقوياء يستغلون الضعفاء. ظن الناس أن ذلك الرخاء هو بركة من الله، لكن الله لم يسر به بسبب الشر الموجود داخل قلب الإنسان.

كان شعب الله آمناً سياسياً ولكنه فقير روحياً، حيث أدى الازدهار والرخاء إلى زيادة الفساد الديني والأخلاقي في إسرائيل، لكن اعتقد الناس أن التمسك بطقوسهم وعاداتهم الدينية سيسعد الله بالقدر الكافي الذي يجعله يتجاهل الانحلال الأخلاقي، ولكن الله يؤكد أنه يرى دائماً الإنسان من خلال قلبه.

يكره الله النفاق الديني قبل كل شيء


على الرغم من أن الله قد اختار شعبه بشكل خاص، لكنه إله قدوس، ولن يتغاضى عن أي خطية لا تتفق مع القداسة، لذا يحكم الله على شعبه المختار، حتى ولو عن طريق أمة مُعَاديَّة.

كما كتب النبي إشعياء أيضاً عن نفس الوحي من الله: "فقال السيد: لأن هذا الشعب قد اقترب الي بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس مُعلَّمة." (اشعياء 29: 13)

الله يعد شعبه بمستقبل مجيد، لكنه أيضاً لن يسمح للفساد والظلم بتدنيس شعبه وإبعادهم عن الهدف الأساسي. يريد الله أن يُعَلِّم شعبه أنه لا يحب الطقوس الدينية أو أي "شيء" له فقط مظهر ديني. يريد الله الطهارة داخل قلوبنا، ويريدنا أن نحب بعضنا بعضاً، وتكون رغبتنا في تحقيق العدالة للمظلومين، وكما أوضحت لنا قصة داود النبي، إن الله ينظر مباشرة إلى قلب الإنسان. الله يريد الحق والعدل.

الصوم في حد ذاته لا يرضي الله أبداً

يعتقد المتدينون أن إرهاق الجسد بشدة في الصيام سيجعل الله يريد أن يباركهم، لكن الله لم يقل ذلك أبداً في كلمته.

"يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ. ها أنكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون. ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره. يوماً يذلل الانسان فيه نفسه يحني كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً. هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب." (اشعياء 58: 3-5)

يريد الله تواضعاً حقيقياً. ماذا يعنى ذلك؟ علمنا الله ذلك بشكل واضح تماماً: اتباع العدل والسلام مع الناس، والاتضاع الحقيقي أمام الآخرين.

كما قال النبي عاموس:

"وليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم!" (عاموس 5 :24)

العدل والحب الحقيقي لبعضنا البعض هو أفضل تعبير عن حبنا الحقيقي لله. لا يتعلق هذا الأمر باتباع قائمة طويلة من القواعد الدينية "ما يجب فعله وما لا يجب فعله"، أو قول عبارات معينة في أوقات معينة، أو تجنب بعض الأطعمة والمشروبات. يوضح الله أن الأمر يتعلق بأفعالنا الشخصية وعلاقاتنا مع الآخرين من حولنا كفرد وكشعب الله.






استمع إلى صوت الله وصلِّ

1. ما نوع "الأعياد الدينية" التي غالباً ما تشارك فيها (أي شيء يجعلك تبدو روحانياً)؟ هل تعتقد أن الله راضياً عن نشاطك الديني؟

2. إذا نظر الله داخل قلبك، فماذا سيرى؟

3. إذا كان الله يكلمك اليوم من خلال نبيه عاموس، فكيف ستكون استجابتك؟

4. مع من ستشارك هذه القصة؟