اقرأ القصة كاملة في (صموئيل الأول الاصحاح 17, 24) واستمع وصلِ لعل الله يتحدث إليك من خلال هذه القصة.




عندما تكون حقيقة المعركة روحية


وصل النبي داؤود إلى السلطة كملك في وقت صعب للغاية عندما كان شعب الله يتعرض للتهديد من قبل مجموعة من الأعداء تسمى الفلسطينيين، فقد تحداهم جالوت المقاتل العملاق الرئيسي للفلسطينيين في معركة فردية فلم يجرؤ أحد على قتاله واجتاح الخوف المدن.


قصة داؤود وجالوت مألوفة للغاية ومع ذلك فمن المهم ملاحظة أن القصة لا تدور حول ضحية ضعيفة تقاتل بشجاعة متنمرًا قويًا. بل كانت معركة روحية بين إلهين ومملكتيهما، فإذا قرأت القصة بعناية يمكنك أن ترى ان كلاً من داؤود والفلسطينيين جعلوها بوضوح معركة روحية.


لم يكن داؤود مهتماً على الإطلاق بالتباهي بمجده أو الحصول على مكافأة عظيمة، كما لم يكن الأمر يتعلق أيضًا بالانتقام لنفسه أو بتمدد أيديولوجيته السياسية، على الرغم من أن كل هذه الفرص كانت متاحة له بوضوح في ذلك الوقت، ولكنه كان مدفوعًا بإحباطه من عدم احترام جالوت لله ولشعب الله المحبوب.


ما هي حقيقة المعركة


لقد حدد داود بجلاء طبيعة المعركة، فقام بوضع تصور شامل وكامل للمعركة، كما وضع في الاعتبار وجود الله بجانبه، ورأى أين تكمن القوة المطلقة وتحت أي راية يقاتل.


قال لجالوت:

أنت تأتي إليّ بسيف وبرمح وبترس وانا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيّرتهم. (صموئيل الأول 17:آية 45)

نسب داود نجاحه في عمله بالرعي إلى الله، لقد تذكر أن الله هو الذي أنقذه من الأسود والدببة (صموئيل الأول 17:آية 34-37). لذلك لم يكن الانتصار أبدًا نتيجة لعتاده أو أسلحته، بل كان الانتصار كله متعلقًا بحضور الله مع داوود، لقد أوضح داود أن مجد الانتصار كان لله ولله وحده.


لقد نجح النبي داود في محاربة جالوت، لكن حياته كانت مليئة بالظلم والمعاناة والحروب والمخاطر، حيث أراد العديد من أعدائه قتله بسبب الغيرة والقوة.




أترك الانتقام لله

كان من أبرز سمات النبي داود خلال مسيرة حياته هو رفضه استخدام العنف أو الانتقام من أعدائه، فهو لم يكن بحاجة إلى ذلك، لأن قلبه كان مليئا بنور الله.


فبينما كان يلاحقه أناس جلبوا له المعاناة الشديدة، كان دائمًا يتطلع إلى الله من أجل الإرشاد والحكمة والقوة والعدالة، لأنه كان يعلم أن الله هو الذي سيحقق العدالة الحقيقية والانتقام بطريقته الخاصة وفي التوقيت المناسب، لذلك كان داود راغباً في الانتظار لعلمه ان الله سينفذ خطته.

ولم اخطئ عليك،

وانت تصيد نفسي لتأخذها.

ربي يحكم بيني وبينك.

ويقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ،

ولكن يدي لا تكون عليك.

كما يقول مثل القدماء: من الأشرار يخرج شر ولكن يدي لا تكون عليك( صموئيل الأول 24: اية 11-13)


و في النهاية حمى الله داود وعاقب أعدائه بالعدل (يمكنك قراءة تفاصيل القصص في كتب صموئيل الاول)


لقد رأيٍ النبي داود مجد الله وقدرته وأنعم الله عليه بسلامه رغم أنه كان محاطًا بأعداء مرعبين حاولوا تدميره، ولكن داود كان يعلم أن مشيئة الله في حياته لم تكن السعي للانتقام بل التطلع إلى مجد الله ووعده لتقديم خطة أفضل وأكبر.


في عالم اليوم يمكن للأشخاص الذين يعرفون الله حقاً أن يواجهوا العديد من الأعداء الذين يهدفون إلى تدميرنا من خلال الخيانة والفساد والخداع السياسي والكراهية والعنف تماماً مثل ما حدث مع داود، لكن أولئك الذين يعرفون الله حقًا يدركون أن الله ليس فقط هو المسيطر على العالم، بل ايضاً يسمع صراخنا طلباً لمساعدته، وسيهدينا طرقًا ويوفر لنا مخارجاً لا يمكننا تخيلها، كما فعل في مرات عديدة مع الأنبياء الذين قرأنا قصصهم من قبل .


استجابتكم: استمعوا إلى الله وصلوا...


1. هل ندرك المعارك الروحية التي تدور حولنا ، أم أننا نرى فقط المشاكل العسكرية والسياسية التي تنشغل بها عقول البشر؟ كيف ننظر إلى الأحداث الجارية من وجهة نظر الله؟


2. ما هو السند الحقيقي لداود لتحدي جالوت ومقاتلته؟ ما هو سندك الحقيقي في معاناتك اليومية؟


3. كيف يكلمك الله من خلال هذه القصة؟ وكيف ترد؟


4. مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟