رأ قصة النبي نوح في سفر التكوين (الإصحاح 6-9) واستمع إلى ما يعلمك الله اليوم.




ماذا حدث للعلاقة المحطمة بين الله والبشرية؟


لقد دخلت الخطيئة الي العالم وما تلاها هو المعاناة والموت والعلاقة المحطمة بين الله والبشر وبين البشر بعضهم البعض.


فعالمنا يمتلئ بالموت والظلم واليأس والبشر أصبحوا عبيداً للخطيئة ونتائجها، ومهما حاولنا جاهدين إصلاح العالم فلن نستطيع وسنحصد الأشواك والألم، فهذا ليس العالم الذي أراده الله.


تكمن جذور المشكلة في التكبر والغرور في نفس الإنسان وقلبه، الله الخالق قال لا أحد بلا خطيئة (سفر الجامعة الإصحاح 7:اية 20، رومية الإصحاح 3:اية 10-11).


القلب الآثم لا يستطيع إنقاذ نفسه و لا يمكن للإنسان الملوث بالخطيئة أن يكون قريبا من الله المقدس، لأن الله لا يمكن أن يقبل او يتعايش مع الخطيئة.


في زمن النبي نوح كان الله قد أعطى العديد من الفرص للناس للتوقف والابتعاد عن الخطيئة ولكن الناس استمروا في الرفض فقرر الله تحقيق العدالة من خلال الطوفان الذي من شأنه أن يقتل كل الكائنات الحية على الأرض.

ولكن في نفس الوقت قدم الله مخرجاً.

اختار الله نوح.


لم يكن نوح مثالياً فقد كان رجلاً آثماً مثل أي شخص آخر لكنه اختار أن يكون مستقيماً بطاعة الله.


خطة الله (وليس خطة نوح) هي أنه من خلال نوح يمكن للناس والحيوانات العثور على الخلاص.


طلب الله من نوح أن يبني سفينة، فامتثل نوح لأمر الله ، ولكن مهمة بناء السفينة بدت في ظاهرها مستحيلة ولا توجد طريقة تُمكِّن نوح من تنفيذ بناءها بنفسه، لهذا السبب أعطى الله تعليمات مفصلة جدا لنوح حتي يستطيع تنفيذ مهمة البناء، فالله وحده هو العليم بما يحمله المستقبل.


كلف مشروع بناء السفينة نوح سمعته واستهلك حياته، وبعد اكتمال بناء السفينة، الشيء الوحيد الذي فعله نوح هو الانتظار والإستسلام لإرادة الله.


كان نوح وعائلته عالقون في السفينة، حيث لم يكن لديهم أي خيار آخر، ولم يكن لديهم أي فكرة عن المدة التي سيستمر فيها الطوفان ولكنهم كانوا واثقين في الله، لان الله وحدة هو القادر علي خلاص وإنقاذ البشر و عقابهم وليس الإنسان.


كل الذين لم يركبوا سفينة الله كانوا في عداد الموتى ، لكن أولئك الذين اختاروا خطة الله للخلاص تم إنقاذهم.




العهد لجميع الأجيال


في الكتاب المقدس ، العقاب ليس نهاية قصة الله أبدًا.


يأخذ الله دائمًا المبادرات لإصلاح العلاقات المحطمة. صنع الله عهداً بينه وبين الإنسان، وعداً واتفاقاً أبدياً بين الله وبيننا نحن البشر. وقال الله:


«وَهَذِهِ هِيَ عَلَامَةُ العَهْدِ الَّذِي أقْطَعُهُ مَعَكَ وَمَعَ كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ عَلَى مَدَى الأجْيَالِ. سَأضَعُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ، لِتَكُونَ عَلَامَةً عَلَى العَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَ الأرْضِ. فَكُلّمَا ظَهَرَتِ السُّحُبُ فَوْقَ الأرْضِ، وَظَهَرَتِ القَوْسُ فِيهَا، أتَذَكَّرُ العَهْدَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ. وَلَنْ يَصِيرَ المَاءُ بَعْدُ طُوفَانًا يُهلِكُ كُلَّ حَيَاةٍ. فَكُلَّمَا ظَهَرَتِ القَوْسُ فِي السَّحَابِ، أرَاهَا وَأذْكُرُ العَهْدَ الأبَدِيَّ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ عَلَى الأرْضِ.»

فبعد الطوفان وعد الله البشر أنه لن يدمر الحياة على الأرض بالطوفان مرة ثانية (سفر التكوين الاصحاح 9). وأعطى الله قوس القزح كعلامة على العهد، وهو وعد بعدم إغراق الأرض ثانية بالطوفان وتذكار بأن الله قادر وسوف يدين الخطيئة.

 

إستجابتكم: إستمعوا إلى الله وصلوا...


1. ما مغزى الطوفان والتابوت والعهد في القصة؟

2. ماذا كشف الله عن نفسه وعن علاقته بشعبه في هذه القصة؟

3. هل يتحدث الله إليك؟ كيف ترد على الله؟

4. مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟