اقرأ القصة الكاملة عن دعوة الله لموسى ورحلة خروجه من مصر في (سفر الخروج الاصحاح 2-14) واستمع وصلِ لعل الله يتحدث إليك من خلال هذه القصة.



خلفية


استقر أحفاد إبراهيم في مصر بعد أن انتقل يوسف (حفيد إبراهيم) وعائلته إلى هناك أثناء فرارهم من المجاعة.(يمكنك قراءة هذه القصة في سفر التكوين الاصحاح 37-50)


مرت اربعمائة عام علي مكوثهم في مصر، وعندما ازدادت أعدادهم بدأ المصريون ينظرون اليهم باعتبارهم تهديداً لهم، فقاموا باستعبادهم وإجبارهم علي العمل بدون أجر وقتلوا جميع أطفالهم العبرانيين.


لقد خطط الله ان يولد النبي موسى في هذا الوقت العصيب، وبسبب المذبحة التي طالت كل أطفال العبرانيين ألقت به أخته في نهر النيل، فوجدته ابنة فرعون في الماء (اسم موسى يعني المنتشل من الماء) تم تبنته عائلة فرعون وترعرع في القصر الملكي، ولقد تم كل ذلك بتخطيط من الله.


فشعب الله ازدادت معاناته أكثر وأكثر تحت الاستعباد، وظلوا يصرخون في يأس طلباً للنجدة من الله فاستجاب الله لصرخة شعبه (سفر الخروج اصحاح 3: اية 7-10) وكان لديه خطة لإنقاذهم.



الشجيرة المحترقة (الاصحاح 3)


لقد عاش النبي موسى أربعون عاما كراعٍ للغنم، بينما كان شعبه يعاني من الاستبعاد.


هل كان هناك أي هدف في حياة موسي؟ لماذا لم يفعل الله شيئاً لإنقاذ شعبه؟


عندما بلغ موسى الثمانين من عمره، رأى في منامه رؤية غريبة على جبل سيناء، فقد رأي شجيرة تشتعل فيها النار ومع ذلك لم تحترق!


ونادي ملاك الرب موسى فَقَالَ الرَّبُّ:

إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ. (سفر الخروج اصحاح 3 اية 7)

لقد رأى الله معاناة شعبه وسمع صراخهم ووعد بإنقاذهم وانه سوف يأتي بهم الي الأرض التي أعدها لهم ،لذلك طلب الله من موسى مواجهة فرعون وقيادة قومه والخروج بهم من مصر والذهاب إلى البرية لعبادة الله.


موسى كان لا يريد ذلك حقاً، فكيف يمكن لراعٍ عجوز لا يستطيع التحدث بشكل جيد أن يقنع فرعون بتحرير قومه من الاستعباد؟ فسأل الله موسي:

من صنع فمك؟ (سفر الخروج اصحاح 4 اية 11)

وعد الله موسى انه سيكون معه، فوجود اللهمعه هو العامل الوحيد الحاسم.



الكوارث العشر


عندما رفض فرعون مراراً وتكراراً تحرير بني إسرائيل وتركهم يذهبون أرسل الله عشر كوارث إلى مصر فالمياه تحولت إلى دم والضفادع والقمل والذباب والطاعون والدمامل وإنزال البرد والحر والجراد والظلام وموت الأطفال البكور.


كل كارثة كانت مصممة ليُظهِر الله لفرعون قوته وسلطانه على آلهة مصر وأصنامها الزائفة.


وكان آخر عقاب من الله على الأمة المتمردة ان ملاك الرب سيقتل الابن البكر من كل عائلة مصرية وكل ماشيتهم بما في ذلك ابن فرعون البكر!


فصح الرب: خطة الله النهائية؟


هذه العقوبة التي وقعت علي مصر ستحدث لنا جميعاً في يوم من الأيام عندما نواجه حكم الله النهائي، ومع ذلك فقد وفر الله وسيلة للخلاص للأشخاص الذين اختاروا طريق الله.


كان على شعب الله أن يأخذ كل واحد منهم حملاً ذكراً صحيحاً يذبحه ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير، وعندما يرى ملاك الرب البيت مغطى بدماء الحمل كان يمر على ذلك البيت وينقذ الناس في الداخل من الموت ولن يواجهوا حكم الله.


لقد كشف الله عن درس مهم جدا للنبي موسى وقومه وهو ان معايير خلاص البشر يقررها الله وليس نحن البشر من نقرر ذلك، والخلاص لا يعتمد على مدي صلاحنا و لكنه نعمة و رحمة من الله وحده، في فصح الرب أوضح الله بجلاء أن الخلاص لا يتعلق بمدى صلاح الناس المتواجدين داخل كل بيت بل يتعلق بما إذا كان البيت مغطى بدماء الحمل الذي أعده الله.


أصبح عيد الفصح مهرجاناً يحتفل فيه الناس ليتذكروا كيف جنبهم الله الموت.


دم الحمل الذي غطي شعب الله


هنا في التوراة التي كتبت قبل حوالي 3500 سنة كشف الله عن الحقيقة الأبدية وهي كيف يمكننا مواجهة حكم الله؟ لا أحد يستطيع ذلك.


عيد الفصح يوضح لنا أن الخلاص ينطوي على التضحية بحمل بريء وسفك دمه، حياة من أجل حياة، الدم يُراق من أجل مغفرة الخطايا.


وكما تعلمنا من قصة النبي إبراهيم فإن الله بذاته يوفر هذا الحمل للتضحية التي نحتاج جميعاً إلى مواجهتها.


لكن دم الحيوان لا يمكن ابداً أن يجلب لنا المغفرة الكاملة لخطايانا، ففي القرون القليلة التي تلت كشف الله لعدد من الأنبياء عن الحمل الذي أعدّه لخلاص العالم.


عيد الفصح هو طريقة الله في التعامل مع مشكلتنا مع الخطيئة، وهو إشارة إلى ان هناك حل دائم في المستقبل من خلال الحمل (الممسوح) حسب وعد الله، كما يبين لنا انه ومهما كانت صعوبة الظروف فإن ذلك لن يمنع الله من تنفيذ خطته لحياتنا، انه يوفر لنا دائما ما هو مطلوب لنكون قريبين منه.



شاهد القصة هنا مع لمحة عامة عن دعوة الله لموسى و عيد الفصح (فيديو هنا)


استجابتكم: استمعوا إلى الله وصلوا...


1. هل سبق لك أن صرخت إلى الله اثناء بؤسك ومعاناتك؟ كيف أجاب الله على صراخك؟

2. ما الذي كشفه الله عن نفسه وعن علاقته بشعبه في هذه القصة؟

3. ما الذي أظهرته لك قصة عيد الفصح عن خلاص الله؟ كيف ترد على الله؟

4. مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟