اقرأ هنا أجزاء من سفر أرميا ( أرميا 1 ,6: 6-15 , 31: 27-34) واستمع إلى ما يعلمك الله اليوم.



كان أرميا النبي كاهناً يعيش في أورشليم في حوالي أعوام 626-586 قبل الميلاد خلال السنوات الأخيرة لمملكة يهوذا الجنوبية وظهور امبراطورية بابل. عاش في نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها دانيال النبي.


لقد تخلى شعب الله عن طريقه وكسروا العهد الذي أقامه الله معهم مراراً وتكراراَ! كان مجتمعهم مليئاً بالظلم حتى أن الكثير من الناس ساروا في عبادة الأوثان. لقد رأى أرميا أن شعبه يرتكب خطية عظيمة وخطيرة ضد الله بعبادتهم للأصنام.


ومرة أخرى، لم يتخلى الله عن شعبه.

دعا الله أرميا ليخاطب الشعب.


تذكر أرميا كيف دعاه الله في بداية السفر:

"كانت كلمة الرب إلي قائلاً: قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك.جعلتك نبياً للشعوب. فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد. فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب. ومدَّ الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس." (أرميا 1: 4-10)

الطريقة التي يرى الله بها شعبه


إن سفر أرميا يبين لنا بوضوح كيف يعمل الله بين شعبه. إن ما يهتم به الله حقاً هو علاقتنا به، وفي بعض الأحيان يتعين على الله أن يقتلع أجزاء منا تقف عائق بيننا وبينه أو أن يهدمها أو يدمرها أو يطيح بها بعيداً، لكن الله يعطي الرجاء دائماً، لأنه يسحق ويداه تشفيان.


لذلك نجد أرميا يتحدث عن الفساد والظلم الاجتماعي ضد الأيتام والأرامل والغرباء. كل هذا كان بمثابة مخالفة واضحة وصريحة لقوانين التوراة. كما عارض بشدة عبادة الأوثان، حيث كان الكثيرون يعبدون الآلهة الوثنية ويقدمون أولادهم كذبيحة لآلهة باطلة!

"يشفون كسر بنت شعبي على عثم قائلين سلام سلام ولا سلام." (أرميا 14 : 6)

اعتقد الناس أنهم بخير، وغطوا على مشاكلهم بأنشطة مختلفة، لكن قلوبهم لم يكن داخلها سلام لأنهم كانوا بعيدين عن الله.

وعد الله الجديد لشعبه


تنبأ أرميا بدقة بأن إمبراطورية جديدة (امبراطورية بابل) ستنهض وتدمر أورشليم وتنفي شعب الله كدينونة من الله على شعبه.

لكن الله دائماً كان يحرر شعبه في النهاية. كتب النبي أرميا في نهاية السفر رسائل رجاء عن المستقبل.

أولاً: قال الله أنه لن يتخلى عن شعبه أبداً، ونحن نرى على مر التاريخ أن الله كان يجدد عهده مع شعبه مراراً وتكراراً.

ثانياً: وعد الله شعبه ليس فقط بفرصة جديدة، ولكن قلباً جديداً.

ثالثاً: وعد الله أنه سيشفي قلوبهم المثقلة بالخطايا تماماً حتى يمكنهم يوماً ما أن يحبوا الله حقاً من كل قلبهم.

"أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً. ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين أعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب. لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد." (أرميا 31 : 33-34)

في نهاية السفر، يعد الله أيضاً بأنه سوف يمد يده إلى كل الناس الذين يطلبون معونته.

"ادعني فأجيبك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها." (أرميا 33: 3)

هل ستدعو الله؟

التحقيق النهائي لوعد الله: المسيح!


رأى أرميا النبي - مثل دانيال- الرجاء في المستقبل البعيد، لأن الله سمح له بالحصول على لمحة عن مجيء المسيح:


1. سيكون المسيح من نسل داود (23: 5-6 ، 30: 9)

2. سيكون مجيء المسيح عهداً جديداً بالكامل بين الله وشعبه (31: 31-33)، وعهداً أبدياً (32:40 ، 50: 5)

3. سيمنح المسيح الغفران الحقيقي للخطايا (31:34)





استجابتك: استمع إلى صوت الله وصلِّ


1. ماذا تعلمك الطريقة التي دعا الله بها أرميا (أرميا 1: 4-10) عن علاقة الله بشعبه؟


2. هل اختبرت ما كتبه أرميا: "قائلين سلام سلام ولا سلام"؟ كيف يساعدك أرميا على فهم سبب شعور شعب الله بهذا أحياناً؟


3. قال الله أنه ينوي أن "يقلع ويهدم، ويهلك وينقض، ويبني ويغرس" في قلوب شعبه. هل ستدعو الله أن يغير قلبك لتعرفه وتحبه أكثر؟ هل تؤمن أنه سيفعل ذلك؟


4. كيف غير أرميا طريقتك في معرفة الله؟ ماذا سيكون ردك على الله اليوم؟


5. مع من ستشارك هذه القصة؟